حمى التيفود أو الحمى المعوية Typhoid fever



تعريف حمى التيفود أو الحمى المعوية

– حمى التيفود أو الحمى المعوية (Typhoid fever (enteric feverهو أحد الأمراض الوبائية (شديدة العدوى) الشائعة على مستوى العالم

– تسبب حمى التيفود نوع من البكتيريا تدعى (سالمونيلا تایفی Salmonella typhi) والتي تنتقل عن طريق تناول الأطعمة أو الحليب أو السوائل الملوثة بها.

– وتزداد نسبة الإصابة بهذا المرض مع تراجع المستوى الصحي والبيئي والاجتماعي للسكان، لذلك ينتشر هذا المرض في بلاد العالم الثالث خاصة الموجودة في المناطق الحارة من الكرة الأرضية.

– هناك أشخاص حاملين للمرض لا تظهر عليهم الأعراض يعملون في إعداد أو تصنيع أو تقديم الطعام (في المطاعم مثلاً) ينشرون المرض لأعداد غفيرة من الناس، لذلك فهم يمثلون مصدر رئيسي للمرض ويعدون خطراً كبيراً في نقل وانتشار المرض.

أسباب حمى التيفود أو الحمى المعوية

– ينتقل المرض عن طريق تناول الطعام أو الشراب أو الحليب الملوث بالبكتيريا المسببة للمرض وكذلك عن طريق براز الشخص المريض



– وبعد دخول البكتيريا عن طريق الفم فإنها تخترق غشاء الأمعاء المخاطي لتصل إلى مجرى الدم فتحملها كرات الدم البيضاء حتى تصل إلى الكبد والطحال لتتكاثر وتضاعف أعدادها، ثم بعد ذلك تعود مرة ثانية لمجرى الدم وهنا تبدأ أعراض المرض حيث تهاجم المرارة والقنوات المرارية والغدد الليمفاوية الخاصة بالأمعاء، وهذا ما يفسر حدوث آلام شديدة في البطن.

أعراض حمى التيفود أو الحمى المعوية

– فترة حضانة المرض تكون من أسبوع إلى أسبوعين، يليها فترة المرض التي تستمر من (4 – 6 أسابيع) وفيها تظهر أعراض المرض كما يلي:

حمى التيفود أو الحمى المعوية Typhoid fever

(1) احتقان في الحلق مع كحة أو سعال.

(2) الإحساس بصداع وإرهاق وآلام عامة في كل الجسد.



(3) ارتفاع شديد ومستمر في درجة الحرارة (C° 40 أو أكثر).

(4) الشعور بآلام شديدة بالبطن قد يصاحبها إسهال (غالباً في الأطفال) أو إمساك (غالباً في البالغين) ويكون لونه مائل للاخضرار.

(5) قد يظهر طفح جلدي على هيئة بقع صغيرة مسطحة وردية اللون في منطقة أعلى البطن وأسفل الصدر أو في منطقة الجذع كما هو موضح، وهو طفح مؤقت غالباً ما يختفي تلقائياً في يومين إلى خمسة أيام من توقيت ظهوره.

(6) جفاف الفم والشفتين مع فقدان للشهية خلال وفقدان للوزن.

(7) في بعض الحالات قد تعاني من ضيق أو صعوبة في التنفس.

التحاليل الطبية لتشخيص حمى التيفود أو الحمى المعوية

قد يلجأ الطبيب إلى التدابير التالية لتشخيص بمرض التيفوئيد على النحو كما يلي:

 (أ) تحليل أساسية Basic tests

(1) عمل مزرعة دم Blood culture أو مزرعة ارتشاح نخاع العظم Bone marrow aspiration

– يفضل استخدام بيئة مرق Ox- gall broth تزرع عليها عينة الدم بشكل أساسي عندما يتوقع وجود بكتيريا السالمونيلا التيفية Salmonella typhi

– ويفضل عند عمل إعادة زرع /مزرعة ثانوية (Subculturing) عندما تكون نتيجة مزرعة الدم إيجابية بأن تكون على بيئة انتقائية مثل بيئة أجار ماكونكى MacConkey.

– نفس الخطوات السابقة ممكن اتباعها في زراعة ارتشاح نخاع العظم.

(2) مزرعة البراز Stool culture

– يتم زراعة عينة البراز بشكل انتقائي على بيئة أجار ماكونكى MacConkey للكشف عن وجود بكتيريا السالمونيلا ولكنها أقل حساسية من مزرعة الدم

(3) مزرعة بول Urine culture

– يتم زراعة عينة البول بشكل أساسي على بيئة أجار الكلييد CLED agar وذلك في الأسبوع الثالث من الإصابة بالميكروب

(4) اختبار فيدال Widal test

– هو تحليل من تحاليل الدم التي تكشف عن وجود مرض التيفويد الذي تسببه بكتيريا السالمونيلا.

– وهو يكشف عن الأجسام المضادة الخاصة ببكتيريا السالمونيلا من نوع ( IgG , IgM ) في دم المريض.

– يتميز هذا الاختبار بسهولة عمله وحساسيته إذا تم عمل الاختبار بطريقة التخفيف.

– واختبار فيدال هو للكشف عن الإصابة بأنواع معينة من السالمونيلا هي (S. typhi و S. pantyphi) فقط، أما بقية الأنواع فمن الأفضل الكشف عنها بطريقة الزراعة كما ذكرت في حديثي السابق عن مزرعة الدم او البراز.

– يتم سحب عينة الدم على أنبوبة السيرم

– اختبار فيدال يساعد في التشخيص ولكن لا يمكن الاعتماد عليه، لأنه قد يعطي نتائج سلبيه وايجابية خاطئة. لذا فهو فقط يعطي احتمال وجود المرض.

– إن أفضل معيار للتشخيص هو القيام بالمزرعة لعزل الميكروب المسبب للمرض، فاذا كان الاسبوع الأول من المرض تؤخذ عينة دم، وعينة براز إذا كان في الاسبوع الثاني، وعينة بول في الاسبوع الثالث.

– أفضل عينه لتأكيد التشخيص هي عينه نخاع العظام لأنها تظهر الميكروب حتى ولو كان المريض بتناول المضادات الحيوية.

(ب) تحاليل غير أساسية Non-basic tests

(1) تحليل صورة دم كاملة CBC

– معظم المرضى الذين يعانون من حمى التيفوئيد يعانون من فقر الدم بشكل بسيط، قلة الصفائح الدموية Thrombocytopenia ، نقص نسبى للخلايا الليمفاوية Relative lymphopenia.

(2) تحليل سرعة الترسيب ESR  

– ترتفع قيمة سرعة الترسيب.

(3) تحليل عوامل تجلط الدم Coagulation studies  

– معظم المرضى الذين يعانون من حمى التيفوئيد لديهم كما يلي:

  •  زمن البروثروميين PT وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي PTT  يزدادان بشكل بسيط
  • أما الفايبرينوجين Fibrinogen تنخفض قيمته.

(4) تحليل وظائف الكبد Liver function tests

– ترتفع مستويات انزيمات الكبد ( AST، ALT )  والصفراء غالبا الى ضعف قيمتهم الطبيعية).

(5) تحليل كهارل الدم Serum Na, K

– يحدث نقص بسيط لمستوى الصوديوم والبوتاسيوم بالدم Mild hyponatremia and hypokalemia

(6) نسبة انزيم ALT/LDH  

– عندما تكون نسبة انزيم الكبد ALT إلى نسبة انزيم نازعة الهيدروجين LDH أكبر من 9:1، فإنها تكون مفيدة في التمييز بين التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي.

– عندما تكون نسبة (ALT/LDH) أكبر من (9:1) فإنها تشير الى التهاب كبدي فيروسي حاد

 – بينما عندما تكون هذه النسبة أقل من (9:1) فإنها تشير الى التهاب الكبد التيفودي أو المصاحب للتيفود Typhoid hepatitis

طرق علاج حمى التيفود أو الحمى المعوية

(1) يعزل المريض ويتم تعقيم الأغطية والملابس التي يستعملها.

(2) راحة تامة بالسرير لمدة 3 أسابيع.

(3) تناول وجبات غنية بالسعرات الحرارية وقليلة الإخراج مثل: شرب السوائل بكثرة، شربة الخضار، اللبن، بيض نصف مسلوق، عسل، جيلي، عصير جريب، فراخ أو أرانب مسلوقة مفرومة، زبدة.

(4) أقراص سيبتازول Septazole tablets (قرصان كل 12 ساعة يومياً لمدة أسبوعين).

(5) حقن سيفازون (Cefazone (1 gm vial (حقنة كل 12 ساعة لمدة يوم واحد).

(6) أقراص سيبروفلوكساسين Ciprofloxacin 500 mg tablets (قرص كل 12 ساعة يومياً لمدة أسبوعين).

(7) مسكن للألم وخافض للحرارة:

– للكبار: أقراص بروفين Brufen 400 mg tablets (قرص كل 8 ساعات يومياً).

– للصغار: شراب بروفين syrup Brufen (ملعقة كبيرة كل 8 ساعات يومياً).

(8) أقراص هوستاكورتين Hostacorten tablets ( قرص 3 مرات يوميا لمدة 3 أيام، ثم قرص مرتين يوميا لمدة 3 أيام، ثم قرص واحد يومياً لمدة 3 أيام، ثم نوقفه).

(9) في حالات النزيف قد نحتاج إلى نقل دم وجراحة عاجلة لعلاج الثقوب في الأمعاء.

(10) في الحالات المزمنة قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة حيث أنها المكان الأكثر عدوى للمرض بالجسم (مخزن البكتيريا بالجسم).

ملاحظات هامة

– قد تعود الأعراض لحوالي % 10 من المرضى بعد شعورهم بالتحسن لمدة أسبوع أو أسبوعين. وغالباً ما يحدث ذلك للمرضى الذين يخضعون للعلاج بالمضادات الحيوية.

– هناك لقاح أو تطعيم يؤخذ للوقاية من مرض حمى التيفود حوالي نصف سم يحقن تحت الجلد وتكرر الجرعة بعد 4 أسابيع من الجرعة الأولى، ويؤخذ هذا التطعيم غالبا عند السفر للدول النامية خاصة تلك التي تقع في المناطق الحارة.

المراجع:

  • كتاب القمة – التحاليل المعملية المستخدمة لتشخيص الأمراض وتفسيرها – تأليف د/ رمضان محمد سليمان – ماجستير الكيمياء الحيوية – جامعة واشنطن – الطبعة الانية 2017
  • كتاب ATLAS 10 التحاليل الطبية والأشعة والفحوصات الإكلينيكية. وكيفية قراءتها وفهم ما تشير إليه نتائجها / حنين ولي – مصري خليفة / الطبعة الثالثة 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *