الكوليرا Cholera – الأسباب الأعراض التشخيص العلاج



تعريف داء الكوليرا Cholera

– داء الكوليرا Cholera هو عبارة عن عدوى بكتيرية معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية Vibrio cholerae

– تصيب هذه العدوى الجهاز الهضمي خاصة الأمعاء الدقيقة.

– تعد من أمراض الإسهال الحادة التي يمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، إلا أنها قصيرة الأجل.

في أغلب الأحيان لا تسبب العدوى لآخرين، وإنما حدوث إسهال خفيف دون أي أعراض أخرى على الإطلاق، غير أن حوالي % 10 من المرضى قد يصابون بإسهال مائي حاد للغاية مع قيئ لمدة تتراوح بين (6 ساعات – 5 أيام) من تعرضهم للبكتيريا المسببة للمرض.

– في هذه الحالات يمكن أن يؤدي فقد كميات كبيرة من السوائل إلى جفاف شديد سريع، وإذا لم يتوافر العلاج المناسب فإن المريض يمكن أن يتوفى خلال ساعات بسبب هذا الجفاف.



أسباب داء الكوليرا Cholera

يصاب المرء بهذه العدوى نتيجة شرب ماء أو تناول طعام ملوث بالبكتيريا، وتشمل مصادر العدوى المصادر الآتية كما يلي:

(1) تناول طعام البحر النيئ أو السيئ الطبخ.

(2) الفواكه والخضراوات النيئة الغير نظيفة.

(3) سائر الأغذية التي تتلوث بالبكتيريا المسببة للعدوى أثناء عمليتي التجهيز أو التخزين.

(4) البكتيريا الموجودة في براز شخص مصاب في المصدر الرئيسي للتلوث.



(5) يمكن للذباب أن يلعب دوراً في انتشار المرض، لكنه دور محدود نوعاً.

داء الكوليرا Cholera

لماذا ينتشر داء الكوليرا في المجتمعات الفقيرة

– البكتيريا يمكن أن تعيش في بيئة المستنقعات والمياه الراكدة ومياه المجاري وكذلك في الأنهار المالحة قليلاً والمياه الساحلية.

– ومن ثم يمكن أن ينتشر المرض في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري.

– وتحدث أعظم المخاطر في المجتمعات المكتظة بالسكان وبيئات اللاجئين التي تقسم بسوء المرافق الصحية وبمياه الشرب غير النقية، لذلك تصبح الكوليرا وباءاً عند وجود الفقر أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.

أعراض داء الكوليرا Cholera

– غالبية المصابين بالكوليرا لا تظهر عليهم أية أعراض غير أنهم قد يصابون بإسهال خفيف إلى متوسط يصعب تفريقه عن الإسهال الناتج عن أمراض أخرى.

– وتخرج البكتيريا المسببة للمرض مع برازهم لمدة تتراوح ما بين (7- 14 يوماً) دون أن يعلموا حتى أنهم مصابون، وبالتالي يكونون ناقلين للعدوى خلال هذه الفترة.

– تظهر أعراض أخرى أكثر حدة في حوالي % 10 من المرضى، وتشمل تلك الأعراض الآتية كما يلي:

(1) نوبات متكررة من الإسهال المائي المفاجئ والحاد، لا يصاحبه آلام بالبطن ويكون لونه أصفر في البداية ثم يصبح أبيض كلون ماء الأرز.

(2) نوبات من القيء الشديد.

(3) كنتيجة لفقدان الكثير من سوائل الجسم والأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد) يشعر المريض بتقلصات في العضلات (شد عضلي في أكثر من مكان بجسمه).

(4) ارتفاع درجة حرارة الجسم خاصة عند الأطفال.

(5) ظهور علامات الجفاف بسرعة (خلال ساعات)، وتشمل هذه العلامات كما يلي:

  • الخمول والكسل
  • الإحساس الشديد بالعطش
  • جفاف الفم والجلد، قلة البول أو انعدامه
  • انقياس العينين للداخل (عينان غائرتان)
  • انخفاض ضغط الدم
  • عدم انتظام ضربات القلب.

التحاليل الطبية والفحوصات المطلوبة لتشخيص داء الكوليرا Cholera

– قد يلجأ الطبيب إلى التحاليل التالية لتشخيص داء الكوليرا على النحو التالي:

(1) تحليل فحص البراز Stool examination

– عند فحص البراز ستجد أنها عبارة عن بكتيريا عصوية سالبة لصبغة الجرام.

-عادة تكون منحنية وتأخذ شكل حرف الضمة Curved rod، حجمها حوالي ( 3.4x 0.5 µm )

– ومزودة بسوط في إحدى نهايتيها، متحركة ولكن لا يمكن التعرف على حركتها المميزة من خلال صبغة الجرام، ولكن ينظر إليه بسهولة مباشرة عند فحص حقل مظلم للبراز أسفل الميكروسكوب Direct dark-field

(2) تحليل مزرعة البراز Stool culture

– يتم زراعتها على بيئة مياه الببتون القلوية Alkaline peptone water ثم بيئة تي سي بي إس Thiosulphate-citrate bile salt sucrose (TCBS) ، عند الكشف عن وجود أنواع بكتيريا الضمة خاصة كوليرا الضمة وتحديداً مجموعتها المصلية Serogroups الأكثر أهمية طبية 01 V.cholerae و 0139  V.cholerae)

– أنواع الكوليرا تنمو بشكل ضعيف جداً /أو لا تنمو على الإطلاق على بيئة أجار إكسلييد XLD agar وبيئة أجار الديوكسي والسترات DCA agar.

– هناك بيئة أخرى انتقائية ومعدلة يطلق عليها بيئة مونسيرز Monsur’s تستخدم لعزل أنواع الكوليرا ولكنها أقل أفضلية من بيئة TCBS نظراً لصعوبة التمييز بين أنواع المستعمرات عليها كما أنها صعبة التحضير وتحتاج الى ضبط مكوناتها بدقة شديدة عند تحضيرها.

(3) تحليل تفاعل البلمرة المتسلسل (Polymerase chain reaction (PCR

– هذا التحليل حساسيته مرتفعة، ويستطيع الكشف عن الحامض النووي لبكتيريا الكوليرا عن طريق أخذ عينة من القيء أو البراز أو الدم.

– يستخدم هذا التحليل حالياً للكشف عن وجود هذا الميكروب بالمنتجات الغذائية.

(4) تحليل صورة دم كاملة CBC

– ستلاحظ ارتفاع في عدد كرات الدم البيضاء Leukocytosis مع عدم وجود تحول يساري Shift to left.

– أيضاً يلاحظ ارتفاع مستوى الهيماتوكريت Hematocrit في المرضى الذين يعانون من الجفاف بسبب تركز الدم Hemoconcentration

(5) تحليلات الأيض الأساسية 7-CHEM

– وهي عبارة عن مجموعة من تحاليل الدم التي توفر معلومات حول عملية التمثيل الغذائي في الجسم وتشمل (7) تحاليل:

تحليل وظائف الكلى Creatinine، BUN

– ترتفع مستوياتهم بالدم عن المعدل الطبيعي ومدى الارتفاع يعتمد على درجة ومدة الجفاف

تحليل كهارل الدم مثل Serum Na, Cl, K

– حيث تنخفض مستويات الصوديوم نتيجة لفقده المستمر بالبراز ليتراوح بين (mmol/L (130-135 

– يصبح البوتاسيوم طبيعي في مرحلة المرض الحادة نتيجة لاستبدال البوتاسيوم داخل الخلية بأيونات الهيدروجين من خارج الخلية للحفاظ على أو لتصحيح حماض الدم Acidosis .

تحليل غازات الدم Blood gases

– ينخفض مستوى البيكربونات (15mmol/L >) ،

– تنخفض درجة الحموضة بالدم الشرياني  Arterial pH الى 7.2

تحليل السكر بالدم Serum glucose

قد يرتفع مستوى السكر بالدم نتيجة للنقص العام لحجم الدم.

لاحظ أن:

يرتفع مستوى فجوة انيون Beta-hydroxybutyric acid) Anion gap) نتيجة لارتفاع مستوى اللاكتات Lactate ، البروتين والفوسفات في الدم.

ترتفع مستويات الكالسيوم والماغنسيوم بالدم Calcium and magnesium نتيجة تركز الدم Hemoconcentration

طرق الوقاية من داء الكوليرا Cholera

– في حالات السفر او إقامة طويلة في المناطق المعرضة لمرض الكوليرا يجب تجنب ملامسة المياه مجهولة المصدر، لا يمكن انتقال العدوى عن طريق شخص مصاب بمرض الكوليرا Cholera

– للوقاية من المرض في الأماكن الموبوءة:

(1) يتم عزل المرضى المؤكد إصابتهم، ويتم التخلص من برازهم بالطرق الصحية.

(2) يتم غلي الألبان وماء الشرب والطهي قبل استعماله.

(3) يتم طهي الطعام بشكل جيد جداً وإبعاده عن الذباب.

(4) يتم إعطاء غير المصابين المصل الواقي من الكوليرا Haffkine’s vaccine (حقن 0.5 سم تحت الجلد أو بالعضل، ثم 1 سم بعد 3-2 أسابيع، ثم 0.5 سم كل 4 – 6 شهور عند توقع حدوث وباء).

طرق علاج داء الكوليرا Cholera

– اتضح الآن أن (%90) من المرضى المصابين بالكوليرا لا يتطلبون معالجة أكثر من تعويض سريع وكافي للماء والكهارل المفقودة في البراز الإسهالي والقيء.

– يتطلب المرضى الذين تعرضوا لجفاف شديد سوائل وريدية ومضادات حيوية.

المراجع:

  • كتاب القمة – التحاليل المعملية المستخدمة لتشخيص الأمراض وتفسيرها – تأليف د/ رمضان محمد سليمان – ماجستير الكيمياء الحيوية – جامعة واشنطن – الطبعة الانية 2017
  • كتاب ATLAS 10 التحاليل الطبية والأشعة والفحوصات الإكلينيكية. وكيفية قراءتها وفهم ما تشير إليه نتائجها / حنين ولي – مصري خليفة / الطبعة الثالثة 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *