المخاطر البيولوجية فى مكان العمل



إن للمخاطر البيولوجية تأثير قوي وخطير عند التعرض لها، فهي تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة بالأمراض الخطيرة والمعدية، وتكمن المخاطر البيولوجية في التعرض المهني للكائنات الدقيقة الحية المعدية، وافرازاتها السامة والطفيليات.

المخاطر البيولوجية فى مكان العمل

تعريف المخاطر البيولوجية (الحيوية)

هو ذلك التأثير السلبي لبعض الكائنات الحية على جسم الإنسان.

المخاطر البيولوجية فى مكان العمل

أولاً/ أنواع المخاطر البيولوجية

(أ) المخاطر البيولوجية الطبيعية

الهواء الذي نعيش فيه يحتوى على كائنات من جميع الأصناف منها الكبير ومنها الدقيق ولجميعها تأثير على البيئة الطبيعية دون تدخل من الإنسان ومنها:



الكائنات الحية المجهرية: وهي تلك الكائنات الحية التي لا ترى بالعين المجردة نظرًا لصغر حجمها وهي تبعاً لحجمها قد قسمت إلى:

(1) الفيروسات (virus)

يبلغ حجم الفيروس من 20 – 100 ضعف أقل حجمًا من البكتريا وهي أصغرها حجمًا وأشدها خطرًا ويتكون أساسًا من الحمض النووي ويفتقد التركيب الخلوي ويعتمد دائماً على العائل في تكاثره ومن أمثلة الأمراض الفيروسية:

– مرض الكلب: ويصيب الفلاحين والأطباء البيطريين والصيادين عن طريق عضة حيوان مصاب.

– التهاب الكبدي الوبائي (ب) و(ج): يصيب العاملين بالمعامل ووحدات الغسيل الكلوي والجراحين.

– الإيدز.



(2) البكتريا (bacteria)

يبلغ حجم البكتريا 0.001 سم وهي ابسطها حجمًا وأكثرها تسببًا في الأمراض وهي كائنات دقيقة تعيش في الماء أو التربة أو المواد العضوية أو أجسام النباتات والحيوانات وتتميز بعدم احتوائها على نواة مميزة وعدم قدرتها على عمل البناء الضوئي.

المخاطر البيولوجية فى مكان العمل

الإصابة بالبكتريا مثل:

– الأنتراكس: وهي بكتريا موجبة التفاعل  Gram Positive Pacillated وتصيب الجزارين والأطباء البيطريين عن طريق الجلد أو استنشاق الحويصلات Spores وتظهر أعراضه على شكل بثور بالجلد أو إصابة الجهاز التنفسي.

– البروسيلا: وتنتقل عن طريق الحيوانات وخاصة الغنم والماعز والخنازير وهي تصيب الأطباء البيطريين عن طريق الملامسة وتظهر أعراض المرض على شكل ارتفاع في درجة الحرارة – تضخم بالكبد والطحال والغدد الليمفاوية – آلام في المفاصل.

– (Liptospira (Wiels disease: وهو ينتقل للإنسان عن طريق الفئران ولذا يصاب به العمّال الزراعيين وعمال المجاري والعاملين بالمناجم وتنتقل العدوى عن طريق ملامسة الفأر المريض أو بوله.

 – الدرن: يصيب أطباء وممرضي مستشفيات الصدر والأطباء والأخصائيين بمعامل التحاليل؛

– الطاعون: Plague وينتقل إلى الأنسان من الحيوان المريض (الفأر) عن طريق البراغيث وهو يصيب عمّال الزراعة والصيادين وينتشر أيضاً في معسكرات الجيش وأعراض المرض إما بثور على الجلد أو إصابة الجهاز التنفسي بما يشبه الالتهاب الرئوي أو يسبب حمى.

(3) الفطريات (fungi)

وهي أكبر حجمًا وأقلها تسببًا في الأمراض وتعيش على الكائنات الميتة أو الحية مثل المشروم , الخميرة ,العفن.

الإصابة بالفطريات مثل:

  Histoplasmosis يصيب الفلاحين وعمال الزراعة عن طريق التنفس.

  Hypersensitivity Pneumonitis يصيب الفلاحين والعاملين في مصانع العسل وهو يسبب حساسية وإلتهاب الجهاز التنفسي.

(4) الحيوانات الاولية كالأميبا: وهي الحيوانات وحيدة الخلية وهي ذات تأثير خطير جدًا على الإنسان.

(5) الطفيليات: يمكن أن تعيش في جميع أنحاء الجسم، ولكن معظم هذه الطفيليات تفضل جدار الأمعاء. ومن أهم أسباب الإصابة والتعرض هي: تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً، وشرب الماء الملوث ومن أمثلتها الديدان الخيطية والديدان الدبوسية والديدان الشريطية.

(6) بعض الحيوانات القارضة والزواحف والحشرات ومن أمثلة ذلك الثعابين والأفاعي.

(ب) المخاطر البيولوجية الصناعية

في الآونة الأخيرة وبعد التطور التكنولوجي الهائل التي يمر به العالم اتجه العلماء في المخابر العلمية لتصنيع مركبات بيو كيميائية بإستخدام علم الميكروبيولوجي وذلك لإستخدامها في تطوير الصفات الوراثية سلميًا في تطوير نظم الزراعة الحيوية وإنتاج الأسمدة الطبيعية. وبالتوازي لإستخدامها عسكرياً لإنتاج القنابل الجرثومية والتي تحمل أمراض فتاكة تفوق تأثير القنابل النووية في رد الفعل لها على البشر.

ثانياً/ الإصابة بالمخاطر البيولوجية

تنتقل الفيروسات والجراثيم عن طريق:

(1) العدوى من المرضى.

(2) الطعام الملوث أو من تناول الأكل بمكان ملوث.

(3) مخاطر العمل الطبي: يتعرض العاملين في مجال العمل الطبي للمخاطر البيولوجية عن طريق وخز الإبر والأدوات الحادة الملوثة، والعدوى المباشرة عن طريق التنفس.

(4) مخاطر العمل العادي: يمكن أن يتعرض العامل للتلوث من خلال: الوخز والجروح من أدوات العمل الحادة التي عادة ما تكون ملوثة، الأكل في أماكن غير مخصصة وملوثة نتيجة العمل أو بأيدي ملوثة.

(5) العدوى في دورات المياه والمغاسل من عامل مريض استعملها ولم يتم تنظيفها بشكل جيد.

(6) التلوث من مصادر المياه والخزانات غير النظيفة المستعملة للشرب أو العمل بمحطات الصرف الصحي والمخلفات بجميع أنواعها.

(7) التعامل مع الحيوانات والطيور المريضة: مثل أمراض أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور.

(8) التعامل مع المواد الملوثة (المخلفات): مثل انشطة إعادة تدوير المخلفات.

ثالثًاً/ طرق دخول الميكروب للجسم Routes of entry

يتم دخول الميكروب للجسم عن طريق أربع طرق مختلفة كالتالي:

(1) التنفس inhalation: عن طريق الجهاز التنفسي تلوث الهواء.

(2) الامتصاص absorption: مثل الاتصال المباشر بالجروح في الجلد أو التشققات في الجلد أو عن طريق الغشاء المخاطي لكل من الأنف والفم والعين.

(3) الهضم ingestion:عن طريق البلع.

(4) الحقن (injection) والوخز: من خلال الثقب – عن طريق المأكل والملبس (الطعام الفاسد واستخدام المياه الملوثة).

ويمكنك التعرف علىها بالتفصيل من خلال الرابط التالي: طرق دخول المواد الكيميائية للجسم

رابعاً/ العضو المستهدف من المخاطر البيولوجية

هو جزء أو أجزاء من الجسم التي تتأثر بمواد خارجية، على سبيل مثال: فيروس سي وإصابة الكبد.

خامساً/ الوقاية من المخاطر البيولوجية

(1) النظافة الشخصية المستمرة من حيث الملبس، مكان القامة، المأكل.

(2) رش المبيدات القاتلة للحشرات والمطهرات الخاصة بالجراثيم داخل مكان العمل أو المنزل.

(3) عدم إستخدام أي مياه ملوثة في أي أغراض شخصية.

(4) العمل على مقاومة الحيوانات الناقلة للجراثيم والميكروبات من الفئران والكلاب الضالة وكذلك القطط الضالة.

(5) العمل على مقاومة الحيوانات الضارة بطبيعتها مثل الثعابين والأفاعي.

(6) العمل على التطعيم ضد الأمراض المعدية والخطرة في مراكز الصحة عند ظهور أو إصابة في أماكن العمل أو في المنازل.

(7) حجز المصاب بعيداً عن زملائه وأهله وأصدقائه إلى أن يتم الشفاء من هذه الأمراض.

(8) ارتداء مهمات وقاية شخصية عند التعرض لمصادر ملوثة بالميكروبات والجراثيم مثل البدل وكذلك القفازات والأحذية المطاطية العالية ونظارات واقية للعين.

(9) استخدام المطهرات للقضاء على الجراثيم.

سادساً/ التحكم في التعرض للمخاطر البيولوجية

يمكن التحكم في المخاطر البيولوجية عن طريق ثلاث طرق:

(أ) التحكم الهندسي: يمكن التحكم في المخاطر البيولوجية عن طريق التحكم في المعدات, في مناطق العمل وفي مراحل التصميم مثل التغيير في أنظمة التهوية الخاص بالمباني وكذلك وضع المصائد للحيوانات القارضة والزواحف؛

(ب) التحكم الإداري: يتم هذا التحكم عن طريق تدريب العاملين وتوفير الامصال مثل مصل الانفلونزا وكذلك استخدام المفترسات الطبيعية بما لا يؤثر على التوازن البيئي.

(جـ) مهمات الوقاية الشخصية personal protective equipment

  • من أحدى الطرق للتحكم في المخاطر ارتداء الوقاية الشخصية مثل ارتداء الجوانتيات ومهمات حماية العين.
  • يجب التأكد من صلاحية مهمات الوقاية والكشف الدوري عليه.
  • يجب تنظيف مهمات الوقاية باستمرار.

سابعاً/ تشريعات قانون العمل المصري بخصوص المخاطر البيولوجية

مادة 210 من قانون رقم 12 لسنة 2003 بإصدار قانون العمل المصري، الباب الثالث من قانون العمل (تأمين بيئة العمل)، مادة 210 – تلتزم المنشأة وفروعها باتخاذ وسائل وقاية العمّال من خطر الإصابة بالبكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وسائر المخاطر البيولوجية متى كانت طبيعة العمل تعرض العمّال لظروف الإصابة بها وعلى الأخص:

(أ) التعامل مع الحيوانات المصابة ومنتجاتها ومخلفاتها.

(ب) مخالطة الآدميين المرضى والقيام بخدماتهم من رعاية وتحاليل وفحوص طبية.

ذلك بالإضافة إلى القرار 211 من قانون العمل المصري 12 لسنة 2003 المادة رقم (33) الوقاية من المخاطر البيولوجية.

ثامناً/ خطة الطوارئ للمخاطر البيولوجية

تلتزم المنشأة بإعداد خطة لمواجهة الطوارئ والحوادث الحيوية وتدريب مجموعة من العاملين على تنفيذ الخطة وإجراء الاختبارات الدورية المنتظمة على تنفيذها لتلافي القصور وتنمية المهارات ورفع كفاءة القائمين على تنفيذها وتوفير المعدات والأجهزة اللازمة لذلك.

وتشمل العناصر الرئيسية للاستجابة البيولوجية الفعالة التي:

(أ) الكشف السريع عن اندلاع أو إدخال عامل بيولوجي في البيئة.

(ب) النشر السريع لمعلومات السلامة أساسية ومعدات الوقاية الشخصية المناسبة والاحتياطات الطبية اللازمة وتحديد المسئوليات.

(جـ) تحديد المعرضين للخطر (لتشمل الحيوانات والحياة البحرية، والنباتات).

(د) تحديد كيفية انتقال العامل البيولوجي، بما في ذلك تقييم كفاءة وقدرته على التنقل.

(هـ) الحوادث البيولوجية الملحقة لخطة الطوارئ.

(و) تحديد قابلية للوقاية والعلاج.

(ز) تعريف الصحة العامة والخدمات الطبية، والخدمات البشرية، والصحة العقلية.

(ح) تحكم واحتواء الوباء عندما يكون ذلك ممكناَ، واستخدام استراتيجيات التخفيف عندما يكون الاحتواء غير ممكن (على سبيل المثال، في حالة وقوع وباء الإنفلونزا).

(ط) تحديد الآثار المترتبة والمهددات.

(ي) حماية المتعاملين والموجودين من خلال الصحة العامة المناسبة والإجراءات الطبية.

(ك) تحديد مسئوليات المساعدة من السلطات المسؤولة.

(ل) تقييم التلوث البيئي وتنظيف / التطهير / التخلص السليم من bioagents التي لا تزال قائمة في البيئة، وتوفير التشاور بشأن سلامة منتجات مياه الشرب والمواد الغذائية التي يمكن الحصول عليها.

(م) تتبع ومنع تفشي الأمراض الثانوية.

(ن) إدارة التدابير المضادة عند الاقتضاء.

(س) وهنالك العديد من العوامل التي يلزم تحديدها في إجراءات حالات الطوارئ، مثل:

  • أنواع المخاطر البيولوجية التي من الممكن التعرض لها.
  • طبيعة الطوارئ.
  • درجة الطوارئ.
  • حجم المؤسسة.
  • قدرات المنظمة في حالات الطوارئ.
  • الفورية من المساعدات الخارجية.
  • الشكل الهندسي للمبنى والنقاط الخطرة التعارف عليها.
  • منتجات مياه الشرب والمواد الغذائية التي يمكن الحصول عليها بطريقه مباشرة.

واجبات ومسؤوليات السلطة

وهناك واجبات ومسؤوليات للسلطة وارسال الموارد يجب أن تكون محددة بوضوح. ومن بين المسؤوليات التي يجب أن تسند هي:

  • الإبلاغ عن حالات الطوارئ.
  • تفعيل خطة الطوارئ.
  • تأسيس الاتصال.
  • تنبيه الموظفين.
  • طلب الإخلاء.
  • تنبيه الوكالات الخارجية.
  • تنبيه السكان الخارجي من المخاطر المحتملة.
  • طلب المساعدات الخارجية.
  • تنسيق أنشطة مختلفة المجموعات.
  • تقديم المشورة أقارب الضحايا.
  • وتقديم المساعدات الطبية.
  • تقديم المشورة وسائل الأعلام

المراجع:

كتاب الدليل الفني لتدريب مفتشي السلامة والصحة المهنية  (دليل المتدرب – المستوى التخصصي) – الطبعة الأولى 2017 الصادر من وزارة القوى العاملة – جمهورية مصر العربية والمعتمد من وزارة العمل الدولية.

Labor law 12/2003 and 211/2003 ministry decree

Work Safe Alberta Occupational Health and Safety Teacher Resources, Chapter 6

NEBOSH NGC2 Element 6 Biological hazards

Guide to Legionella control in cooling water systems, including cooling towers

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *