– تحصل معظم الجروح للعاملين في المعامل الكيميائية نتيجة كسر أنابيب الإختبار أو موازين الحرارة (الترمومترات) عن إدخالها في السدادات المطاطية أو الفلينية، أو غيرها لذا يجب التأني بذلك وأخذ الإسعافات الأولية بعين الأهتمام.
محتويات الموضوع
القواعد العامة للسلامة والإسعافات الأولية
– تعد الإدارة الجيدة للعمل في المعامل الكيميائية الضمان الأكيد لسلامة ظروف العمل، وتفرض هذه الإدارة دائماً تنظيف أي مادة كيميائية متناثرة، والتخلص من بقايا الزجاج المكسور، وإعادة ترتيب جميع العبوات الكيميائية والأجهزة عند الانتهاء من استعمالها.
– كما تتطلب الإدارة الجيدة تعديل ما يراق من الحموض بواسطة كربونات الصوديوم، وتعديل القلويات بحمض البوريك، وسحب ما ينسكب أرضاً من الزئبق بواسطة قارورة سحب أو إضافة مسحوق الكبريت إليه، ثم تجميعه وتنظيف ما يراق من الزئبق يشكل تام، لأن الأبخرة المتصاعدة من قطراته الدقيقة شديدة السمية.
– وقد تتطلب تعليمات السلامة من العاملين في المعامل الكيميائية وضع نظارات واقية أيضاً.
– ويجب التعرف على مواقع التعرف على مواقع مطافئ الحريق في المختبر، ومخارج الطوارئ، ومرشات السلامة، ونافورة غسل العين، وبطانيات الحريق.
– كذلك استعمال ساحبات الغاز عند العمل مع المواد الكيميائية المتطايرة أو عند تسخين الحموض أو استعمال مذيبات عضوية، وارتداء القفازات المطاطية عند اللزوم، وتجنب استنشاق الأبخرة.
التخلص من النفايات
– يمكن التخلص من المواد الكيميائية الصغيرة من حموض وقلويات بصبها ببطء في تيار مائي، والاستمرار يصب ببطْ في تيار مائي، والاستمرار بصب الماء في الأحواض لتخفيفها منعاً لتآكل أنابيب الصرف.
– أما المواد الكيميائية الكبيرة مهما كان نوعها، فيتم تسليمها إلى وحدة التخلص من النفايات لاسترجاعها أو التخلص منها.
– توضع نفايات السيانيد في زجاجة نفايات ملائمة مع المحافظة على إبقاء محلولها قلوياً دائماً.
– توضع المواد الكيميائية الجافة في وعاء ملائم ضمن برميل مكتوب عليه (نفايات كيميائية للتخلص منها) مع تجنب وضع العوامل المؤكسدة القوية في هذا البرميل، وكذلك العوامل المختزلة القوية مثل: الكلوريدات، والبرومات، وفوق الأكاسيد، والنترات، واليود، …. الخ.
– يحذر مهما كانت الظروف من وضع أية مادة كيميائية من المواد الآتية في أوعية النفايات الكيميائية : الأمينات، ومركبات الفسفور، وأنهيدريد حمض الخليك أو أية مادة أخرى شديد الفعالية.
الاحتياطات المخبرية من بعض المواد الكيميائية الخطرة
(1) ثنائي كربيد الكربون CS2
يعد هذا المركب ساماً، وأشد اشتعالاً من إيثر الإيثيل، إذ يشتعل بخاره تحت تأثير الشرارة الكهربائية.
– وبسبب سميته تترك الكميات المراقة منه حتى تتبخر أو يلجأ لإمتصاصها بالإسفنج أو القماش، ووضعها في ساحبات الغازات كي تتبخر.
(2) القلويات الكاوية (القواعد)
– يكثر من استخدام هيدروكسيد الصوديوم وهيدروكسيد البوتاسيوم في المعامل، وهي مواد كاوية شديدة، وتصادف أعلى درجات الخطورة عند تماس هذه المركبات مع الجلد أو العيون، وقد ينشأ عن ذلك أذي دائم في العين إذا تعرضت لهذه المركبات، وخاصة إذا كانت مركزة.
– وفي هذه الحالة يجب غسل الجلد أو العين بصورة مستمرة بالماء لمدة لا تقل عن 15 دقيقة مستمرة بعد الإصابة.
– وتغسل القلويات المركزة التي تراق على أرضية المختبر، وتساق إلى المصرف، ويمكن أن تستخدم الممسحة لإزالتها مع الماء.
– كما يمكن استخدام الرمل في امتصاص المحاليل المراقة على الأرض.
(3) الأحماض المركزة
– عند تفاعل الأحماض المركزة والمؤكسدة مع النحاس والخارصين تنطلق غازات سامة، مثل NO , NO2 , SO2 لهذا يجب عدم الانحناء فوق وعاء التجربة، وتحاشي استنشاق الغازات المنطلقة من فوهة أنبوبة الإختبار.
– كما يجب الحذر عند صب الحموض المركزة في الأنابيب التفاعلية.
(4) الزئبق ومشتقاته
– أن مركبات الزئبق سامة، لأنها تتداخل مع المنظومات الإنزيمية في الجسم.
– تمتص مركبات الزئبق المعدنية أو مركبات الزئبق الأخرى عن طريق الاستنشاق أو الهضم أو التماس مع الجلد.
– يشكل الزئبق مباشرة مملغمات مع الذهب والفضة، ولذلك يجب عدم ارتداء الحلي الذهبية والفضية عند العمل به.
– يؤدي التعرض الشديد أو الدائم للزئبق إلى التسمم.
– وفي حالة التعرض إلى الزئبق عن طريق التنفس تختفي مظاهر التسمم عند إزالة مصدر التلوث. إلا أن الشفاء الكامل قد يحتاج إلى عدة سنوات.
– أن إراقة الزئبق في المخابر عملية شائعة الحدوث، وقد يحدث هذا مثلاً عند انكسار موازين الحرارة (الترمومترات) إلا أن الحرص يقتضي إزالته تماماً بتجميع بقع الزئبق وقطراته مع بعضها، وتسحب إلى دورق ترشيح.
– وتوجد مساحات خاصة بالزئبق لالتقاطه تحوي وشيعة نحاسية تملغم الزئبق، فيساق إلى جيب خاص بها ، ويثبت الزئبق المتبقي بمسحوق الكبريت، والأفضل من ذلك استعمال الكبريت وأكسيد الكالسيوم.
(5) ثالث أكسيد الكروم CrO3
– يعود الفعل السام لثلاثي أكسيد الكروم إلى سلوكه كحمض وكعامل مؤكسد.
– كما يسبب التماس مع مسحوقه أو محاليله المركزة التهاب الجلد أو تقرحات مفتوحة، ويؤدي تناول أقل من 6 gm منه إلى الموت. ويسبب الاستمرار في تنشقه تخريباً للجهاز التنفسي.
– لذا يجب غسل الجلد مباشرة بعد تعرضه لثلاثي أكسيد الكروم، وترجع المحاليل المراقة منه أيون الكروم إلى الكروم الثلاثي، وهو أقل سمية، وذلك بإضافة محاليل مختزلة مثل كبريتيد الصوديوم.
– كما أن محاليل الكروم السداسي سامة أيضاً، لذا يجب الدقة والحذر في أثناء التعامل معها.
الإسعافات الأولية للجروح والحروق
– تحصل معظم الجروح للعاملين في المعامل الكيميائية نتيجة كسر أنابيب الإختبار أو موازين الحرارة (الترمومترات) عن إدخالها في السدادات المطاطية أو الفلينية، لذا يجب التأني بذلك.
– إذا حصل جرح في الإصبع أو اليد مثلاً، توضع اليد تحت تيار مائي من الصنبور، وتضغط الإصبع أو اليد بلطف للتأكد من إزالة أي أثر للقطع الزجاجية أو الأجسام الغريبة.
– وقد يستعان بملقط معقم بالكحول لذلك ثم يغسل الجرح بقطعة مبللة بمحلول صبغة اليود (تحضر صبغة اليود بإذابة 2.5 gm من بلورات اليود في 5 ml من محلول يوديد البوتاسيوم في الماء، ثم يضاف الكحول إلى السائل السابق حتى يصبح الحجم 100 ml) ثم يربط الجرح بعد تغطيته بضماد قماشي مبلل بصبغة اليود.
– وفي حال نزف الجرح يوضع عليه ضمادة معقمة، ويرسل المصاب للمستشفى مباشرةً.
– بشكل عام، تعامل مع الحروق بالمراهم أو المحاليل المناسبة حسب مسبباتها كالتالي:
(1) الإسعافات الأولية للحروق الناتجة عن حرارة غير مرتفعة
– تغسل بالكحول وتدهن بالجليسرين.
(2) الإسعافات الأولية للحروق الناتجة عن حرارة مرتفعة
– تغسل بمحلول برمنجات البوتاسيوم ومن ثم بالكحول، وأخيراً تدهن بمرهم خاص بالحروق (كمرهم السلفودين).
(3) الإسعافات الأولية للحروق الناتجة عن الأحماض المركزة
– تعالج بغسلها بالماء ولعدة مرات وذلك لتخفيفها، ثم تغسل بمحلول 5% من كربونات الصوديوم.
(4) الإسعافات الأولية للحروق الناتجة عن القلويات المركزة
– تعالج بغسلها بالماء ولعدة مرات وذلك لتخفيفها، ثم تغسل بمحلول مخفف من حمض البوريك 5%
(5) الإسعافات الأولية الحروق الناتجة عن البروم
– تغسل بمحلول 100% من ثيوكبريتات الصوديوم، ثم بالماء، ويدلك مكان الإصابة بالجلسرين.
(6) الإسعافات الأولية للحروق الناتجة عن الفينول
– وهي حروق تؤدي لبياض الجلد، يغسل مكان الإصابة بالغليسرين عدة مرات.
– أما إذا كان الحرق بليغاً فيعمد إلى إسعاف أولي للمصاب، وينقل للمستشفى حالاً.
– بالإضافة إلى ذلك وفي جميع حالات الحروق يجب إعطاء السوائل بكثرة للمصاب عن طريق الفم.
– وعند حصول حروق في العين نتيجة إصابتها بحمض أو قلوي، تغسل بسرعة بكميات وافرة من الماء، وبعد ذلك بمحلول 2% من حمض البوريك (إذا كانت الإصابة بقلوي)، وبمحلول مشبع من البوراكس أو محلول 5% (إذا كانت الإصابة بحمض)، ويفضل نقطة زيت الزيتون في العين ريثما ينقل المصاب إلى الطبيب.
الإسعافات الأولية عند التسمم بالكواشف أو الغازات
(1) ابتلاع الأحماض أو القلويات
– إذا تم بلع بعض من الكواشف ينصح بشرب ما أمكن من الماء.
– وإذا جرى التسمم ببلع كمية من الحمض ينصح بشرب كمية مناسبة من 2% من كربونات الصوديوم.
– وإذا كان التسمم نتيجة بلع كمية من قلوي ينصح بشرب كمية مناسبة من محلول 2% من حمض الخل أو حمض الليمون.
(2) ابتلاع المواد السامة
– عند ابتلاع مادة سامة، يجب إعطاء المصاب ملعقة من ملح الطعام المذابة في كوب ماء دافئ، لكي يتقيأ المصاب.
(3) التسمم بالغازات
– عند التسمم بسبب غاز ما، فيجب إخراج المصاب حالاً إلى الهواء الطلق.
– وعند استنشاق أبخرة اليود يجب شم محلول مخفف من الأمونيا، ثم الخروج للهواء الطلق.
– وفي حال تنفس بخار الكلور أو البروم يجب استنشاق بخار الكحول الإثيلي، ثم الخروج للهواء الطلق.
(4) التسمم بمركبات الباريوم
– تغسل المعدة بمحلول كبريتات الصوديوم أو الماغنسيوم 10% حيث ترسيب الباريوم على شكل كبريتات الباريوم.
– ويعطي بعد ذلك للمصاب ملعقة من محلول كبريتات الصوديوم أو الماغنسيوم 10% وذلك كل خمس دقائق.
– وبعد مرور 30 دقيقة سيتقيأ المصاب وذلك لطرحه كبريتات الباريوم.
(5) التسمم بكلوريد البوتاسيوم
– ينقل المصاب إلى المستشفى فوراً ليجرى له غسيل للمعدة.
(6) التسمم بحمض الأوكساليك
– يعطي للمصاب كربونات الماغنسيوم المخضوضة بالماء.
(7) التسمم بمركبات الرصاص
– عند التسمم بمحاليل الرصاص، يعطي للمصاب بسرعة كمية كافية من محلول كبريتات الصوديوم أو الماغنسيوم 10% ، والحليب، وزلال البيض النيئ، وكمية كبيرة من الفحم الفعال.
(8) التسمم بمركبات الزئبق
– يحرض المصاب على الإقياء، ثم يستدعى الطبيب دون إبطاء.
– ويعطى للمصاب الحليب، وزلال البيض النيئ كما ويعطي له أيضاً الفحم الفعال.
(9) التسمم بهكسا سيانو فرات البوتاسيوم
– يحرض المصاب على الإقياء، ثم يستدعى الطبيب.
– يعطى للمصاب محلولاً مركزاً من الجلوكوز أو السكر، ويجرى التنفس الاصطناعي عند الضرورة.
(10) التسمم بالبنزين
– لإبطاء عملية الامتصاص يعطى للمصاب زيوت نباتية، ثم تغسل المعدة وبسرعة وذلك باستخدام مواد تستدعي الإقياء مثل محلول كبريتات النحاس أو الخارصين 1% ، حيث تؤخذ ملعقة طعام واحدة من هذه المحاليل.
(11) التسمم بمركبات الكروم
– يحرض المصاب على الإقياء بسرعة كبيرة ، ثم تغسل المعدة.
– كما يعطى للمصاب زلازل البيض النيئ.
(12) التسمم بمركبات الفوسفور
– يحرض المصاب على الإقياء بسرعة كبيرة، ثم تغسل المعدة.
– كما يمنع إعطاء الدهن والحليب للمصاب.
إطفاء الحرائق الصغيرة والألبسة المحترقة
– قبل البدء في العمل ضمن أي معمل كيميائي يجب التعرف على وسائل الإطفاء الموجودة فيه، وأماكنها، وأنواعها، وطريقة استعمالها.
– كما يجب التعرف على مخرج الحريق، والدوش الخاص المثبت قرب الباب عادة لاستعماله حين الحاجة.
– وفي حالة نشوب حريق يجب التصرف بوعي، ومسئولية، ودون ارتباك ، والتقيد بالخطوات الآتية:
(1) تطفأ الحرائق الصغيرة، إذا ما حدثت في الكأس، أو الدورق بتغطية الوعاء بزجاجة ساعة، وبادر إلى إغلاق الغاز.
(2) عند نشوب الحريق يسارع إلى إطفائه بواسطة الأجهزة الموجودة في المعمل، بعد قطع التيار الكهربائي عن المعمل من الفاصل الرئيسي، ويتم إبعاد جميع المواد القابلة للاشتعال، والأواني الحاوية على السوائل القابلة للاشتعال عن النار، وتغطي بؤرة الاشتعال بهدوء، ولكن بسرعة، بالرمل الناعم الموجود في المعمل لهذا الغرض، مع التذكير أن الرمل الناعم هو الوسيلة الأكثر بساطة وفعالية في إطفاء الحرائق.
(3) يمنع صب الماء على الإيثر أو البنزين الملتهب، ويستخدم في جميع الحالات الرمل أو جهاز الإطفاء الرغوي أو الغازي لإطفاء الحريق.
(4) تحصر بؤرة الاشتعال عندما تكون كبيرة بواسطة أجهزة الإطفاء مع استدعاء الإطفاء بسرعة.
(5) تستخدم الأغطية المضادة للحريق لحصر بؤرة الاشتعال، ويحوي كل مختبر على عدد من الأغطية التي يجب أن يكون مكانها معروف في المختبر.
(6) في حالة احتراق الملابس يجب الامتناع عن الركض والهروب ( حتى لا يزداد اشتعالاً).
– يجب أن يلف الشخص المحترق ببطانية أو بمعطف مخبري بسرعة كبيرة لمنع وصول الهواء للملابس المحترقة.
– كما يمكن إطفاء الملابس المشتعلة بالابتعاد عن بؤرة الاشتعال والارتماء على الأرض مع التدحرج.
– ويحتوي كل معمل على دوش بقرب الباب خاص للماء يمكن الوقوف تحته وإطفاء الملابس المحترقة.
– وفي جميع الحالات يجب أن لا يفقد المصاب السيطرة على تفكيره.
المراجع : – الدليل العملي لمقرر كيمياء عامة (1) . معتز جمال سفيان، الطبعة الثانية (2015) / كلية العلوم التطبيقية – قسم الكيمياء – جامعة تعز – اليمن
مشكورون على هذا الجهد